آخر الأخباراخبار المسلمين › حبيب بن زيد الصحابى.. الذى استقبل الموت وهو متطلع إلى الفردوس الأعلى

صورة الخبر: صحابة الرسول
صحابة الرسول

هو حبيب بن زيد بن عاصم بن عمرو الأنصارى المازنى, أخو عبد الله بن زيد, وهو أحد السبعين الذين بايعوا المصطفى صلى الله عليه وسلم على الإسلام والطاعة عند العقبة.

وكانت أمه نسيبة بنت كعب إحدى السيدتين اللتين بايعتا النبى, وأما الثانية فهى خالته, لذلك ينطبق عليهم قول الله تعالى (ذرية بعضها من بعض) ومنذ أسلم لازم الرسول, لا يتخلف عن غزوة أو سرية ولا يتهاون فى أمور دينه, وفى فترة من سنى حياته حدث فى جنوب الجزيرة حدث عظيم, إذ أن شخصين قد ارتدا وزعما أن الوحى يأتيهما من السماء, أحدهما الأسود بن كعب العنسى ظهر بصنعاء, وثانيهما مسيلمة الكذاب باليمامة, ولم يكتف الكذابان بما ادعيا بل راحا يحرضان الناس على الإسلام والمسلمين ويعيثان فى الأرض فسادا

ومن عجائب القدر ونوائب الزمن أن تجرأ مسيلمة على الرسول فأرسل له رسالة يقول فيها (من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله.. سلام عليك.. أما بعد فإنى قد اشتركت معك فى الأمر, وأن لنا نصف الأرض ولقريش نصفها, ولكن قريشا قوم لا يعدلون) وعلى الفور دعا الرسول أحد الكاتبين وأملى عليه رده على مسيلمة (بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب.. السلام على من اتبع الهدى, أما بعد, فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) وبهذه الكلمات التى تشع نورا وتتألق بقوة أخزى الله الكافر اللعين الذى توهم أن النبوة ملك يناله بالزعم أو العناد, مع أنها رحمة يهبها الله عز وجل لمن أحب من عباده المؤمنين, وتتأكد تلك المعانى من قوله تعالى (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ).
ولم يزد الكذاب برد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا عنادا وضلالا, وراح يكذب ما جاء به القرآن الحكيم ويحرض على المؤمنين.

وقد اقتضت رحمة الرسول أن يرسل إليه رسالة يدعوه إلى الحق وينهاه عن الباطل عله يعود إلى صوابه, ووقع اختيار النبى على حبيب بن زيد ليحمل تلك الرسالة إلى عدو الله-مسيلمة- وحمل حبيب الرسالة مغتبطا بهذا الشرف الكريم وشعاره قول المصطفي-صلى الله عليه وسلم- (ولأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت
وقد أراد الرسول-صلوات الله وسلامه عليه- أمرا والله –تعالي- يريد أمرا آخر!!! فما أن وصل حبيب بالرسالة واطلع عليها الكذاب إذ فقد صوابه وجن جنونه فشرع فى فعل لا تعرفه الإنسانية ولا العرب فى جاهليتهم، ونادى قومه ليشهدوا تلك المحادثة بين الحق والباطل وقد منى نفسه أن يشهد حبيب بأنه رسول الله أمام الجمع العظيم..

ولم يكن من السهل على واحد من أصحابه- صلوات الله وسلامه عليه- أن يضعف أو تميل قناته أمام حزب الشيطان وإن كثر جمعهم واشتد تهديدهم!!!

لقد أنزل المجرمون بحبيب عذابا لا طاقة له به إلا أن روحه كانت أقوى من أن تعطيهم كلمة الكفر ولو من طرف اللسان…
وقد حفته رحمة الله تعالى وشملته عنايته فراح يستقبل الموت البطىء وهو متطلع إلى الفردوس الأعلي...
لقد قطعوا بدنه إربا إربا وأهل الشؤم ينظرون وما زاد الشهيد إلا إيمانا وتسليما وهذه المحادثة التى تمت بين حبيب واللعين ناطقة بذلك...
يقول الكذاب لحبيب:
أتشهد أن محمدا رسول الله؟

ويقول حبيب: نعم أشهد أن محمدا رسول الله
ويظهر الخزى والهوان على اللعين ثم عاد متسائلا:
وتشهد أنى رسول الله؟
وأجاب حبيب بسخرية شديدة: إنى لا أسمع شيئا!!!
وتحولت خيبة اللعين وسواد وجهه إلى حقد مخبول!!! ولم يجدوا بدا من مضاعفة التمثيل بجسده الطاهر وهو يعاني حتى صعدت روحه العالية إلى الملأ الأعلي...
إن موقف حبيب رضى الله عنه يذكرنا بسحرة فرعون حينما رسخ الإيمان فى قلوبهم وهددهم الطاغوت فلم ينل من عزيمتهم بل ازدادت إيمانا وتطلعا إلى ما أعده الله للمؤمنين الصابرين من عباده.

المصدر: الوفد

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على حبيب بن زيد الصحابى.. الذى استقبل الموت وهو متطلع إلى الفردوس الأعلى

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
66740

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

Most Popular Tags