آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › صدور كتاب "داعش.. خرائط الدم والوهم" لمحمود الشناوى

صورة الخبر: صدور كتاب "داعش.. خرائط الدم والوهم" لمحمود الشناوى
صدور كتاب "داعش.. خرائط الدم والوهم" لمحمود الشناوى

صدر عن دار "روعة" للنشر، كتاب "داعش - خرائط الدم والوهم"، للكاتب الصحفى محمود الشناوى، مدير التحرير بوكالة أنباء الشرق الأوسط، والذى يقع فى ستة فصول فى قرابة 200 صفحة من القطع المتوسط. يعرض الكاتب النشأة الأولى للتنظيم من خلال جماعة "التوحيد والجهاد" التى أسسها أبومصعب الزرقاوى عام 2004 والتطورات التى مر بها حتى وصل إلى محطة "داعش"، ويقدم الكاتب خريطة كاملة لآليات عمل التنظيم وطريقة إدارته وأبرز قياداته وأسماء من تولى الإمارة والوزارة فى حكومات أدارت كيان "الدولة المزعومة" فى مناطق العراق المختلفة، والتكتيكات والأساليب التى استخدمها التنظيم بمختلف الرايات التى عمل تحتها من خلال مجموعة من الوثائق والشهادات الحية حصل الكاتب على جزء كبير منها، خلال فترة عمله مديرًا لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط فى العراق خلال الفترة من 2006- 2010.

كما يقدم الكاتب شرحا للأسس الفكرية والأسانيد الدينية التى اعتمد عليها قادة التنظيم وعناصره، والتى أنتجت مشاهد الذبح والسبى والمقابر الجماعية فى كل منطقة سيطروا عليها، وكيف طور التنظيم ومن ورائه، تلك الأفكار والآليات لاجتذاب وتجنيد المزيد من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم تحت تأثير شعارات براقة مثل "دولة العدل، دولة الخلافة، الانتصار للمظلومين". ويطرح الكاتب روشتة علاج لهذا السرطان الذى استشرى فى الجسد العالمى وكيفية مقاومة هذا الفكر المتطرف وتقليص مساحات تمدده، بعد شرح مفصل عن طرق التمويل وتكتيكات العمل والحركة فى نطاق المناطق السنية التى يقدم التنظيم نفسه على أنه المدافع عن أهلها، رغم أن تلك المناطق هى التى ألحقت أكبر الهزائم بتنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين ومن بعده تنظيم دولة العراق الإسلامية، وهو ما حدا بالكاتب لأن يخصص فصلا كاملا عن مشروع " الصحوات" التى تشكلت من أبناء العشائر السنية برعاية ودعم أمريكى، حيث يعرض الكتاب لأول مرة صورا للعقود التى كان يجرى توقيعها لإتمام المهمة.

ويجيب الكتاب عن مجموعة من التساؤلات الحائرة مثل: كيف ظهر هؤلاء وأسسوا لدولة دستورها الغلوَّ والتسرُّعَ فى التكفير الذى يشرعن التساهُل فى إراقة الدِّماء المعصومة، يزرعون الرعب والدمار أينما وطئت أقدامهم الغليظة، كيف استشعروا الملاذات الآمنة التى منحتهم كل هذا الحضور، كيف يديرون تنظيماتهم، إلى ماذا يستندون من فروع ديننا الوسطى الحنيف حتى يمارسوا كل هذا القتل والذبح، ما الذى يقود الشباب الطيب إلى مستنقع الإنتماء إليهم، وكيف يجرى غسيل أدمغة المنتمين وتحويل ولاءاتهم، كيف إستشرى الإرهاب فى تلك المجتمعات، وكيف استحكم على عقول الشباب، وما هى الأدوات التى استخدمت لذلك، وكيف يمكن مقاومة هذا التمدد وبناء حصانة ذاتية للمجتمع حتى لا تزهق أرواح المزيد على دروب التيه والبهتان بدعوى الجهاد، كيف نغلق كل النوافذ المشبوهة التى تتسلل منها مفاهيم الكراهية لتقرع طبول الحرب، ويهرول الآلاف إستجابة لنداء الموت فى سبيل حلم مزعوم، سالت لأجله الدماء الذكية فى أفغانستان والبوسنة والشيشان، وأخيراً سوريا والعراق.

ويرى الكاتب من خلال تحليل خرائط الدم التى رسمتها "داعش أن قبول فكرة إستمرار " داعش" كنظام هرمى له دولة يجرى رسم حدودها الآن بالدم والبارود، لا يعد أمرا مرجحا، وذلك بسبب أسلوب هذا التنظيم فى الممارسات اليومية، التى ترفضها الفطرة السليمة لأهالى المناطق التى وقعت تحت سيطرته، ومازال نموذج "القاعدة فى بلاد الرافدين" ماثلا للأذهان، ومازالت هزائمه وإنكساراته تروى فى المناطق التى رسم أبناؤها صورا زاهية الألوان فى مقاومة التنظيم رغم حالة التوحش التى بلغها، كما أن السيناريوهات التى ترسمها بعض الدراسات، والتى تقول أنه " من المتوقع أن تبقى "داعش" حقيقة واقعة، يصعب إخراجها من العراق وسوريا بما يضاعف من هيبتها"، هى سيناريوهات لا تراعى طبيعة المناطق التى تفرض "داعش" سطوتها عليها بالعنف المفرط، وأن إعادة إنتاج تجربة "الصحوات" ممكنة، مع مراعاة مناطق الهشاشة والفشل التى اعترتها.

كما أن الولايات المتحدة بوصفها القطب الأوحد يمكن أن تقوم بإجبار الأطراف المعنية على تغيير مواقعها بالإكراه والتهديد؛ وذلك باستخدام وسيلة أو مجموعة من الوسائل المادية الفعالة التى تدفع طرفا معينا إلى تحقيق الأهداف والغايات المطلوبة بشكل مباشر أو غير مباشر خلال مدى زمنى وسياق محددين، وفى هذا الصدد يعتمد هذا القطب الواحد على القوى العسكرية، سواء باستخدام هذه القوة أو التهديد باستخدامها، وكذا على العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والحصار وفرض العزلة الاقليمية والدولية". ومن خلال وقائع كان الكاتب شاهد عيان عليها أورد بعضا منها فى كتابه الأول "سنوات الجحيم – أوراق مراسل صحفى بالعراق"، وسمع روايات البعض الآخر من خلال تواصله الدائم مع أهالى المناطق التى سيطرت عليها داعش، يؤكد الكتاب أن خرائط الدم التى تنشرها داعش وتجيد فى رسم خطوطها، توازيها خرائط وهم توضح مدى هشاشتها، حيث لا يمكن الذهاب بعيدا عن أسباب استفحال نفوذ "القاعدة فى بلاد الرافدين" ودولة العراق الإسلامية، عندما نتعرض لتمدد نفوذ "داعش"، كما لا يمكن التسليم بكل هذه القوة والنفوذ اللانهائى والسيطرة على محافظات بأكملها، دون توجيه أصابع الاتهام إلى من ترك هذا السرطان ينتشر فى الجسد العراقى.

ويرى الكاتب أنه إذا كانت رؤية "داعش" الفكرية تعطى تفسيرا ومبررا لكسب المزيد من المتطوعين، الذين يؤمنون بهذا الفكر "ضيق الأفق"، إلا أنه يمكن رصد بعض الأسباب التى تؤدى إلى انضمام الشباب إلى هذا التنظيم الإرهابى، وانتظامهم فى صفوف مقاتليه الذين يحرقون الأخضر واليابس، ويمارسون أقصى درجات العنف والتدمير فى كل المناطق التى تطالها أقدامهم، وهى تختلف كثيرا عن الأسباب التى من أجلها سار عشرات الآلاف من الشباب العربى والغربى فى دروب الضلال، وصولا إلى ساحات القتال فى أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك، ضمن صفوف تنظيم القاعدة، وقبل أن يبدأوا رحلة جديدة من التيه شكلوا خلالها ظاهرة مرعبة لبلدانهم والعالم، وهى ظاهرة "الأفغان العرب"، وهى الظاهرة التى ربما دفعت المجتمعات الغربية إلى كل هذا الحراك بهدف تفادى إعادة إنتاجها، الأمر الذى قد يحرق الغرب إرهابا وتدميرا.

المصدر: youm7.com

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على صدور كتاب "داعش.. خرائط الدم والوهم" لمحمود الشناوى

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
24644

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري