آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › رحيل "جان ويلسون" فنانة الأثيرية عن عمر 90 عامًا

صورة الخبر: رحيل "جان ويلسون" فنانة الأثيرية عن عمر 90 عامًا
رحيل "جان ويلسون" فنانة الأثيرية عن عمر 90 عامًا

رحلت الفنانة الأمريكية "جان ويلسون"، والتى عرفت بفنانة الأثيرية، واشتهرت برسمها للمناظر الطبيعية التى تقع بين الانطباعية والتجريدية فى مانهاتن بولاية نيويورك عن عمر يناهز 90 عامًا، نتيجة جلطة فى القلب، حسبما ذكرت "بريدجيت مور" صاحبة معرض "دى سى مور" بمانهاتن، الذى كان يعرض أعمال الفنانة "جان ويلسون" منذ عام 1999، فى رسالة بالبريد الإلكترونى.

نشأت السيدة ويلسون فى مزرعة بولاية "لوا" ثم انتقلت إلى مدينة نيويورك عام 1949، لتقود حياة مهنية طويلة ومتنوعة كرسامة، وشمل عملها، الذى صنف بأنه مزيج من التعبيرية والواقعية، العديد من الرسوم لمشاهد شوارع بمانهاتن، خاصة حول مربع تومبكينز بارك فى الشرق، والتى عاشت فيها لسنوات. لكن المناظر الطبيعية كانت محور التركيز الرئيسى لها، وكثير منها يدور فى استكشاف العلاقة بين الأرض والبحر والسماء، التى كانت مستوحاة من البيئة الطبيعية على الطرف الشرقى من لونغ أيلاند، حيث عاشت هى وزوجها، الكاتب والمصور "جون جروين"، بعد شرائهم لمنزل هناك عام 1960.

اللوحات تسعى لاستخلاص المشاهد الأثيرية واللحظية فى الطبيعة البرية والبحرية وفى الطقس والهواء، التى تحدث فى وقت ما فى اليوم أو السنة، والتى غالبا ما تكون موجودة ولكن من الصعب أحيانا تحديد موقعها. فى عاصفة ثلجية عام 1990، على سبيل المثال، اجتمع إعصار تجمع فوق المحيط مع ضوء الشمس وألوان السماء فى آن واحد مشكلين مشهدًا من الألوان الرائعة، فى منتصف الليل عام 2002 السماء المظلم والبحر المظلم مشكلين فراغًا كالسائل المزبد، فى الصباح الباكر من يوم ما عام 2006 سماء بلون الرمال تلتقى مع الشاطئ عندما تكون الشمس غير مرئية مكونين وهجا لافتا بعد الفجر. وذكرت "إليزابيث سوسمان"، أمينة التصوير فى متحف ويتنى للفن الأمريكى، فى كتابها "عاصفة جان ويلسون" الذى نشرته عام 2009 "إن الترجمة المتزايدة للأحداث الطبيعية من فصول السنة وأوقات من النهار والليل وظروف الطقس إلى صور من الألوان هى معجزة من عمل فى وقت لاحق الفنان".

صوره 2 لوحة "الأفق الأمريكى" وواصلت السيدة سوسمان أن شدة اللون والضوء وتجريد الشكل إلى الجوهر الذى يرتفع إلى عمل العقل كان أسلوبها المعروف بالتأكيد، وهناك لوحة "الأفق الأمريكى"، ولوحة "جى.إم.دابليو تيرنر" بألوان الماء، مثل "حرق منازل فى البرلمان" عام 1834 أو "بحيرة زوغ" عام 1843، حيث يتم تخفيض الأحداث والأماكن إلى لطخات، وإلى أوضح علامات الرسم، والصبغ الرقيق للون. كما قالت "ويلسون": "بالنسبة لى كان كل شىء عن جوهر الأشياء دون الجوهر". ولدت السيدة ويلسون يوم 29 أبريل 1924، فى جنوب وسط مدينة لوا، حيث نشأت فى مزرعة العائلة التى أعطيت إلى والدها "واين ويلسون" من قبل والده، وكانت والدتها "مارغريت ماركيز" روائية وشاعرة، كما كانت للمساحات المفتوحة فى طفولتها تأثيرات واضحة على أعمالها، وقد ذكرت السيدة ويلسون "إن طفولتى كانت محاطة بفضاء ساحق، ومساحات شاسعة من الأرض وسماء واسعة والطقس يتغير باستمرار، وكل شىء كان عظيمًا". وكانت تدرس "ويلسون" فى جامعة ولاية لوا، وتخرجت منها عام 1945، ثم حصلت على درجة الماجستير فى الرسم عام 1947، وبعد التدريس بها لمدة سنتين، انتقلت مع زوجها إلى مدينة نيويورك، حيث اكتشفت نفسها بجوار الفنان جاكسون بولوك، وويليم دى كوننغ وغيرهم من الفنانين الكبار، وفى منتصف عام 1950 تحولت بعيدا عن الرسم التجريدى الخالص، إلى رسم المناظر الطبيعية التعبيرية.

وكانت "ويلسون" من بين الأعضاء المؤسسين لمعرض هانزا، والذى أسسه مجموعة من الفناين الكبار، ومع ذلك كان لديها ثلاثة عروض منفردة فى العديد من الأماكن والمعارض الأخرى، وقد شاركت فى بعض المعارض الجماعية، التى شملت بولوك، دى كوننغ، روبرت روزنبرج، وهيلين فرانكينثالر، وفى عام 1960 كلفها "أندى وارهول" برسم بورتريه له، وهو ما فعلته باللوحة التى أسمتها "أندى والألوان الأرجوانية الفاتحة"، ويظهر فيها أندى جالسًا على طاولة ملون بدرجات باهتة إلى حد ما، ومحاطا بمجموعة من الزهور الأرجوانية القاتمة مما يجعله يبدو كما لو أنه يتلاشى بعيدا. وكانت من بين الأعضاء المؤسسين لمعرض هانزا وتعاونية الفنانين وأشار حيث كان لديها ثلاثة عروض منفردا، وأماكن أخرى شاركت فى المعارض الجماعية التى شملت بولوك، دى كوننغ، روبرت روزنبرج وهيلين فرانكين ثيلر، فى عام 1960، بتكليف أندى وارهول لها لرسم لوحته، وهو ما فعلته.

فى هذه اللوحة، "أندى والألوان الأرجوانية الفاتحة"، يظهر فيها شكل بلون فاتح وهو جلس على طاولة، وحولة مجموعة من الزهور الأرجوانية القاتمة مما يجعلها تبدو كما لو أنه يتلاشى بعيدا. فى سنوات حياتها الأولى كانت السيدة ويلسون صاحبة الشعر الداكن تتمتع بجمال جذاب، عملت كموديل صالة عرض كما ظهرت صورها على أغلفة مجلة حياة وهاربرز بازار، اختارها "وارهول" كموضوع لأحد أفلامه التجريبية المعروفة باسم "اختبارات الشاشة".

حيث ركزت الكاميرا المتحركة على وجهها لدقائق من آن لآخر، كما أدرجها "أندى وارهول" فى تجميعته "أجمل 13 امرأة فى عام 1964، وعاشت السيدة ويلسون فى أعلى الجانب الغربى بولاية مانهاتن منذ عام 1968 وحتى وفاتها، برفقة زوجها، وابنتها "جوليا جروين" المديرة التنفيذى لمؤسسة "كيث هارينغ". الجدير بالذكر أن السيدة ويلسون لها عشرات الأعمال المعروضة فى الكثير من المعارض وصالات العرض والمتاحف بجميع أنحاء البلاد، وتعرض مجموعة من لوحاتها فى متحف الفن الحديث، ومتحف متروبوليتان للفنون ومتحف ويتنى للفن الأمريكى فى نيويورك، متحف وادز ورث أثينيوم للفنون فى هارتفورد، ومتحف هيرشهورن، وحديقة النحت فى واشنطن، ومعهد الفنون فى شيكاغو، ومتحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، كما أنها درسّت فى مدرسة بارسونز للتصميم وجامعة كولومبيا.
الجميع فى مزرعة كان حذرا جدا من الطبيعة، لكنهم لم يعوا بالمعنى الجمالى، فى المزرعة الجميع على علم جيد جدا بالطقس لأن حياة الناس تعتمد على ذلك" هكذا قالت السيدة ويلسون فى مقابلة أجريت معها عام 2001، وتم نشرها بكتالوج لمعرض عام 2001، تحت عنوان "جين ويلسون: أرض / بحر / سكاى"، وأضافت "وفى مكان مثل ولاية لوا، الطقس يمكن أن يكون متطرفا جدا، وتعلمنا هناك أن نشعر بقدوم تغير فى الطقس كمثل الحيوانات، فالحيوانات تفعل ذلك أيضا، الطقس لا يكتشف فقط بالبصيرة، بل يمكنك أن تشعر به باستخدام ما تمتلك من حواس، وهذا ما كنت أرغب فى الحصول عليه بلوحاتى، هذا الشعور لكامل للجسم، حيث يمكنك أن تتنشق الطقس، وأن تشعر بقوة معقدة ومندفعة من الإحساس تمر عبرك".

المصدر: اليوم السابع

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على رحيل "جان ويلسون" فنانة الأثيرية عن عمر 90 عامًا

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
85961

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري