مصطفى حسين: الحرية المحدودة في العالم العربي تقمع الرسوم الساخرة

قال فنان الكاريكاتير المصري مصطفى حسين، إن مساحة الحرية المحدودة في العالم العربي تجعل فرصة الإبداع لفناني الكاريكاتير العرب ضعيفة، وتقمع انتشار الرسوم الساخرة في الصحف العربية.

وأكد حسين أن رسامي الكاريكاتير العرب في جميع الدول العربية لديهم حس فني وسياسي متشابه، إلا أن الحكومات العربية المختلفة هي التي تحاول أن تضغط وتقمع كل وسائل التعبير باختلاف أنواعه، سواء كان مقالاً أو شعراً أو أدباً أو حتى رسماً كاريكاتيراً، معتبراً أن مساحة الحريات في معظم الدول العربية تعد ضئيلة، إلا أن هذه المساحة تتفاوت من بلد إلى آخر وهو ما ينعكس على إبداع رسامي الكاريكاتير العرب.

صفات فناني الكاريكاتير الناجح

وعن رسامي الكاريكاتير الشباب في العالم العربي، أشار حسين إلى أن هناك بعض الفنانين العرب من الشباب ذوي المستوى الجيد - على حد وصفه - بمن في ذلك فناني الجنس اللطيف، مشدداً على أن هناك صفات يجب أن تتوفر في فنان الكاريكاتير الناجح.

وأهم تلك الصفات أن يكون له عين واعية تستطيع أن تدقق في أدق تفاصيل الحياة، من حيث الشكل والحركة والتعبير، وهذه ميزة الفنان الموهوب الذي يُعبِّر عن الواقع بصدق ووعي.

الكاريكاتير وثورة 25 يناير

وأضاف حسين أن فناني الكاريكاتير تنبؤوا بثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وأنه هو نفسه قدَّم العديد من الرسومات الكاريكاتيرية التي تصب في هذا الاتجاه.واعترف حسين بأنه كان يحمل نوعاً من الود للرئيس المصري السابق حسني مبارك، ولم يكن يتعرض له في رسوماته الكاريكاتورية، بل يهاجم رئيس الوزراء والوزراء المصريين فقط، إلا أنه بعد الكشف عن حجم هذا الفساد بعد الثورة أصبح يكرهه بشدة، على حد تعبيره.

دور الثورة المصرية

وأضاف أيضاً أنه على الرغم من انتشار العديد من الرسومات التي تهاجم نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، إلا أن فناني الكاريكاتير المصريين شعروا باليأس قبل الثورة المصرية، لأنه لم يكن هناك أي رد فعل لما يرسمونه، إلا أن الثورة المصرية جاءت لتعيد الثقة والأمل من جديد لفن الكاريكاتير المصري.

وأكد حسين أنه لم يحدث صدام بينه وبين تيار سياسي بعينه، مشيراً إلى أن البلاغ الذي تم تقديمه ضده للنائب العام بزعم إساءته للإسلام على خلفية نشر رسم كاريكاتيري في صحيفة الأخبار القاهرية هو هجوم من بعض الأشخاص الذين يقومون بإلقاء الاتهامات جزافاً ولا يحاولون فهم المعنى الحقيقي لفن الكاريكاتير.

وعن عودته مع الكاتب الساخر أحمد رجب، قال حسين إنه سعيد جداً بهذه العودة، واصفاً ما حدث بأنه "لم الشمل" بعد أن أعاقت الظروف ذلك لفترة من الوقت.

المصدر: العربية نت